تعتبر الزاوية الجزولية أهم الزوايا المغربية التي ساهمت في نشر التصوف الشاذلي بالمغرب، فجل الزوايا الشاذلية المنتشرة بالمغرب أصل ها جزولي. تنسب هذه الزاوية للشيخ سيدي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر بن سليمان ( وهو جد أبيه الذي اشتهر بالنسبة إليه) الج زولي نسبة إلى جزولة. وهي قبيلة من البربر بسوس الأقصى، ويقال كذلك السملالي، نسبة إلى قبيلة من جزولة ينتهي نسبه إلى سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
ولد الشيخ سيدي محمد بن سليمان الجزولي في مدشر " تانكرت" الذي يقع على واد يعرف بهذا الاسم ببلاد سوس، ولا يعرف بالضبط تاريخ ولاته، وقد خ رج منها بسبب قتال نشب فيها. بدأ سيدي أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي حياته العلمية طالبا للعلم بمدينة فاس، بمدرسة الصفارين وبيته مش هور بها، وقد تمكن في الفقه المالكي، حتى ذكر أحمد بابا التنبوكتي أنه كان يحفظ فرعي ابن الحاجب، وقيل إنه كان يحفظ المدونة، وقد التقى في فاس بالشيخ سيدي أحمد زروق، إلا أنه قد اعتمد في سلوكه طريق التصوف على الشيخ سيدي أبي عبد الله امغار الصغير، فقد رجع من فاس إلى رباط تيطنفطر بساحل مدينة أومور، حيث مقر الشيخ أمغار وتتلمذ عليه ولازمه. وقد ذكر صاحب الترجمان المعرب عن أشهر فروع الشاذلية بالمغرب سنده مع ذكر من أجازه بهذا السند، كما ذكره غيره.